Previous slide
Next slide

ذاكرة سلا والتاريخ الراهن

الجزء الثاني مسارات ثقافية

ذاكرة سلا والتاريخ الراهن: رؤى متقاطعة - الجزء الثاني: مسـارات ثقـافية

يتناول الكتاب جوانب متعددة من تاريخ مدينة سلا العريقة، موضحاً دورها كمركز حضاري وثقافي في المغرب. يستعرض الكتاب قصة تطور التعليم التقليدي في المدينة بدءًا من المدارس القرآنية (المسايد)، مرورًا بظهور المدارس الوطنية الحرة مثل مدرسة النهضة ومدرسة السور، التي كانت رمزاً للمقاومة الثقافية ضد الاستعمار الفرنسي ومحاولة الحفاظ على الهوية المغربية الأصيلة من خلال التعليم باللغة العربية وتقديم دروس في التاريخ والدين والأدب. في الوقت الذي كان الاستعمار يسعى فيه لفرض ثقافته ولغته، قاوم السلاويون هذا التحدي بإنشاء مؤسسات تعليمية وطنية، مما جعل المدينة في طليعة حركة النضال الثقافي. يبرز الكتاب أيضًا أهمية المعالم الدينية، مثل الجامع الأعظم والزوايا، التي كانت محطات أساسية للعلم والدين والتصوف، حيث اجتذبت العلماء والمفكرين من مختلف أرجاء المغرب. كما يفصل الكتاب في أضرحة الأولياء الصالحين، مثل ضريح سيدي عبد الله بن حسون وسيدي بوعمر، ويبين كيف أن هذه الأضرحة ليست مجرد مواقع دينية، بل كانت تمثل ارتباطاً روحياً وثقافياً، حيث يتم تكريم أولياء الله الصالحين الذين يُعتبرون حماة المدينة ورموزها الروحية. إضافة إلى ذلك، يُبرز الكتاب نشأة وتطور الحياة الثقافية والاجتماعية في سلا، والتي تجسدت من خلال تأسيس المكتبات والأندية السينمائية والمهرجانات الأدبية، إضافة إلى الحركات الفنية التي بدأت في المدارس والجمعيات الثقافية في المدينة. وقد كانت هذه النشاطات تهدف إلى تعزيز الهوية المغربية والحفاظ على التراث الثقافي ضد محاولات الطمس الاستعماري. لا يكتفي الكتاب بالتركيز على الماضي، بل يتناول أيضًا مرحلة ما بعد الاستقلال، حين أصبحت سلا موطناً لمجموعة من المثقفين والنخب، الذين استمروا في بناء الدولة وتطوير المجتمع في مختلف المجالات، من الأدب إلى السياسة إلى العلوم، بحيث تشكلت نخبة مغربية شابة قادت مشاريع ثقافية وعلمية مهمة.

شكرا للمساهمين الأساسيين في إنجاز هذا الكتاب